Wednesday, March 5, 2008

طفل الكرتونه



فى احد الايام الغبراء كنت مروح البيت ف عز الشتا ...و المطر نازل فوقى زى الرصاص

يحاول أعدى الطريق اللى مليان مياه من المطر...شد نظرى يافطة مكتوبة على


الحيطة ...ممنوع التبول هنا ...لحد هنا مفيش حاجه غريبة ...لكن الغريب إنى لقيت ناس

واقفين يــ******....قصدى بيعملو بي بي ...على رأى جدى هانى ...لا حول ولا قوة


إلا بالله ...المهم وقفت اتفرج عليهم من الناحية التانية وهما بيزينو الحيطة بالبي

بي ....لوحات فنية غاية ف الابداع ...شلالات وغابات...ده غير ان فى واحد رسم


قلب ..لكن جهده مكملش انه يكتب حروف اسمه واسم اللى بيحبه ...ده غير الفن

التجريدي...انا عديت للناحية التانية بعد ما الناس دى ما مشت رحت قربت للوح اللى


اترسمت واتعملت من البي بي ...المصرى مبدع من يومه ...يعنى ف وسط ضغط العمل

والحياة والشد العصبي ...تلاقى الانسان المصرى ف اصعب الظروف بيبدع ...حتى ف


اللحظة الصغيرة اللى الانسان بيلبي فيها نداء الطبيعة ....!!!!؟؟..المشكلة ان دى حاجة

عادية ف مجمتمعنا المصرى...ده الحيوانات ساعات بتنكسف تعمل كده..انا عارف استاذ


انجليزى ...بدون ذكر اسامى اسمه المعداوى .....مكنش ابدا يرضى يعمل بي بي

عادى ...كان ينزل من بيته بسرعه عشان يعمل لوحة بي بي ف الحمام العمومى اللى قدام


بيته ....لكن من برة طبعا علشان الناس اللى ف الشارع تحس بابداعات المعداوى بتاع

الانجليزى ولوحاته الخلابة ....يعنى و انا ف وسط هذا البرد ...والوقت متأخر ..والشارع


هص إسكت ..وانا بتأمل الابداعات دى...الاقى حد بيشكنى ف ضهرى ...اتديرت

ورايا ...لقيت ولد صغير ...طوله حوالى 110 سنتيمتر ..لابس بيجامة من بتاعة


الستينات ...معاه مطوه قرن غزال ...على ما اعتقد كان نوعها كبس ...وبيثبتنى ...عايز

ياخد الفلوس اللى معايا..انا طبعا اتضايقت ....ايه هى خلاص؟؟؟ ...كل الناس هتدينا على


قفانا؟؟؟...قمت ملطش لأمه ...وخدت منه المطوه ...لويت دراعه ورا ضهره ونزلت

ضرب فيه ...الواد مش بيجاوب على اى سؤال انا بسأله...انتا مين ؟؟؟بيتك فين ...ابوك


مين ؟؟؟؟؟ مفيش خالص اى إجابة ....اديته شلوط وشتمته ...وحطيت المطوه ف

جيبي .لقيته طلع يجرى وقعد ف كرتونه مرمية ف الشارع ...كرتونة تلاجة ومرفوع عليها


علم ...اوف ..... الواد قفلنى ...جته مصيبة ف شكل أمه..وانا معدى من

قدام الكرتونة اللى هوا قاعد فيها بيعيط ...تفيت ..و التفافة جت ف صفيحة زبالة جنب الكرتونه


فضلت ماشى ...بصيت ورايا ...لقيته بيعيط ...استغفر الله العظيم..ممممم...لا لا لا ..انا

هكمل ..بصيت ورايا تانى ...قولت مفيش مفر ...رجعت رميت المطوه ف


الكرتونة ......بصيت له شويه ...لقيته بيكمل عياط ...طلعت شوية لب ...واديته ..

وبدأنا نتكلم ...عرفت حكايته واللى مش لازم احكيها ...طفل شوارع قاعد ف كرتونة


مرفوع عليها علم ...لان هو رئيس جمهورية نفسه...لابس بيجامة من بتاعة

الستينات ..وقاعد بالكرتونة ف طريق عربيات .....فى ايه ف الحياة اسوأ من كده


؟؟؟.....هى فين الحياة اساسا...شوية شوية ...والجيرل فرند بتاعته جت ....فلقة

قمر ...زى الملايكة اما تشوفها ..ورداية تحلم تقطفها ...جاية من بعيد ..بتحاول تعدى الطريق


...لابسة بنطلون بيجامة احمر مخطط اسود بالطول ..وتيشرت الزمالك

الشتوى ...معلقة على كتفهاشنطة قماش بتلم فيها الفلوس اللى هى بتحشت فيها ...بتعدى


الطريق تقوم تتكعبل وتقع ف الطين ..تقف وتكمل من غير ما تمسح الطين من على

هدومها ...مش فارقة كتير ...وواحد سايق عربية ملاكى و مسرع ....قام طرطش عليها


مياه المطر والطين اللى ع الارض ...تقوم هى بكل رقة تجرى وراة وتحدفه بالطوب

وتشتمه بأمه وابوه شتايم ما انزل الله بها من سلطان ...وبعد ما عدت وجت ناحيتنا عشان


تتكلم مع البرنس ...هو الولد اسمه كده ...بانت ملامحها ..منظرها ارملة ف الحادية عشر

من عمرها ..المطر مقروقف ينزل على شعرها المنكوش .....والمطر نازل على جلدها


المقشف زى ون بشرتها الاصلى مش واضح من كتر الطين ...كل اما تتكلم تشد نفس من

اخيرها علشان تشفط البرابير المدلدلةوبعد ما تشد النفس ...تتطلع لسانها تمسح بيه الجزء


اللى ما إتشفطش ..وبعد ما تعمل ده وده تحس ان حنجرتها بتتحرك لانها بتشوف

الطعم ....طعم خرافة ......الحشرات عاملة ف جسمها مستعمرات .. لدرجة انها تقريبا


بتهرش ف كل حته...عمالة تهرش ف شعرها وتحت باطها ...وساعات فى ضهر

البنطلون..وتقوله ...انا جعانه يا برنس ...يقوم البرنس بكل حنية يمد إيده ناحية صفيحة


الزبالة اللى انا تفيت فيها ف الاول ..واول ما يقرب ايده من الصفيحة ..الحشرات اللى

عليها تهرب...منها اللى بيطير ...ومنها اللى بيهرب على رجليه ...وطلع من الصفيحة


قرصة وقسمها نصين هو نص وهى نص..والحشرات بدأت ترجع تانى ...تانى على

القرص اللى احتمال التفافة تكون جت عليها واللى الاتنين الحبيبة بياكلوها ...وقاعدين


يبصوا لبعض من غير كلام..والجيرل فرند بتاعته مركزة معاه لدرجة انها نسيت تشد نفس

برابير ...قامت البرابير دلدلت اكتر ونزلت على القرص ...وهى بتاكل القرص واول لما

حست بطعم البرابير على القرص ..قعدت تضحك عشان سنانها المسوسة تبان من

تحت شفتها المشققة... وف وسط اللحظة الرومانسية دى سبتهم ....وانسحبت ....تفتكرو


البرنس هيقدر يكمل ...ولا اخينا مش هيقدر عشان هو غلبان و بيته مكون من كرتونة

واحدة ....ممكن يقابل الجيرل فرند بتاعته ف ايديها دبلة ...اتخطبت لواحد بيته كرتونتين


وصالة وبتطل على المجارى على طول...يعنى ممكن تبقى شاليه ...ولا حتى لو كمل

هيعمل إيه ولا هيكمل إزاى ...انا يمكن لما اتكلمت معاه ..قولتله ان بكره هيبقى


احسن ....رد عليا الولد بمنطق الكرتونة ... لو بكرة احسن من النهارده ...... ليه

النهارده مش احسن من امبارح وامبارح مش احسن من اول امبارح... رغم صغر سنه الا


ان الولد ادانى الكلمة ف الجون .... انا يمكن قاعد ف السيبر دلوقتى...لان النت ف البيت

قاطع ...قاعد جنبي زجاج السيبر اللى بيطل على الشارع ...الساعة حوالى تسعة


باليل..والدنيا شتا ...والمطر عمال يخبط على الزجاج عشان يخليني ابص على الشارع

من وراه ...وعلى الناحية التانية من الشارع مكان ما كان البرنس قاعد ...لكن فى طفل


تانى غيره قاعد بكرتونة...يا ترى البرنس راح فين ؟؟؟؟مش مهم ...لو راح

البرنس ...هاييجى مكانه 500 برنس ...وكلهم اطفال كراتين؟؟؟ّّّّّّّّّّّّّّّّّ ..... ...



برايز

8 comments:

LioRomio said...

جبت من الاخر

بس أنا مش هافكر بمنطق طفل الكرتونة ده بالذات

أحيانا النهاردة أحسن من بكرة أو العكس

بس أنا مش هسيب ده للظروف

أنا اللي هاعمل الظروف

ولا ايه يا صاحبي؟؟!

i am still a man said...

يا ريتنى اعرف ليه السما اللى انت ساكن تحتها دايما يا موسى لونها رمادى وعمرها مابتسيب الشمس تعدى بسلام يمكن تكون انت صح لكن الشىء الاقصى ان البرنس ما يتولد ويعيش ويموت وهو ما يعرفش انوا يمكن ورا السحاب الرمادى فى شمس محتاجة شوية تعب علشان توصلنا ودائما ساظل اقول لست تعنى ما تقوله ابدا ولكنك دائما تعنى ما تراه
اســــــــــــــــــــــــف على الاطالة
وشكرا
يقولون اننى منوفــــــــــــــــى

Anonymous said...

انا عارف استاذ



انجليزى ...بدون ذكر اسامى اسمه المعداوى .....مكنش ابدا يرضى يعمل بي بي


عادى ...كان ينزل من بيته بسرعه عشان يعمل لوحة بي بي ف الحمام العمومى اللى قدام



بيته ....لكن من برة طبعا علشان الناس اللى ف الشارع تحس بابداعات المعداوى بتاع


الانجليزى ولوحاته الخلابة

هههههههههههههههههههههههه
فعلا يبنى بدون ذكر اسماء خااااااااالص
يبنى انت خساره ف البلد دي
انت مبدع
كتاباتك روعه
الى الامام دائما ياصاحبي

gamalpotter said...

الله بجد يا موسى

احلى حاجه انك بتوظف الفكره على شكل قصه وده اسلوب انا بحبه اوى وبيخدم الكاتب كمان

see u man

kalcool said...

ههههههههههههههههههه
جميله بجد يا موسي فكرتك
وفيه كتير زي البرنس
ربنا معاهم ومعانا

برايز said...

منورنا يا كلكول انتا و روميو دايما وربنا يخليكو لنا يا رجالة

برايز said...

تيتو حبيبي ...انا مش عارف من غير ردودك كنت هعمل ايه ؟؟؟؟؟
انا كان ممكن انتحر ...والله يمكن
ربنا يخليك ليا يا صاحبي

برايز said...

منورنا والله يا ميسي ....ومعلش ...انا متشائم حبتين ...بس هو الواقع بتاعنا كده